الأحد، 29 ديسمبر 2019

لا تدع الفرص تذهب


لا تدع الفرص تذهب

 

مقال: دعاء جمال

تأخذنا الحياة إلى حيث لا ننتمي … تأخذنا فى رحلة لا نهائية من رحاياها … تفرض علينا الكثير والكثير من المسئوليات الغير مبررة علي الإطلاق … حتى تجعلنا نشعر أن هذه هو العالم … هذه هو نحن … هذه ما لم نستطيع أن نحيا بغيره….
ولكن أحياناً تصنع لنا الحياة فرصة كي نصبح شخصاً مختلفاً … شخصاً لديه فرصة حقيقة كي يرى الحياة مرة أخرى بشكل آخر


وبالرغم من أن الحياة هي التي وضعتنا من قبل فى دائرتها المزيفة والمملة، إلا أنها هي بذاتها التي تصنع لنا فرصاً ذهبية لكي نولد من جديد … بعيداً عن صخب الحياة وزِيف العيش
ولسخرية القدر … نجد أنفسنا فى غاية الغضب فى بادئ الأمر ونظن أن الحياة قد انتهت وأنه لم يعد هناك مزيداً من المرح … ولكن يتبين لنا فى نهاية الأمر … أن المرح لم يبدأ بعد وأن الحياة قد خدعتنا وأوهمتنا بأن ما تصنعه لنا هو الأصوب والأكثر مرحاً


ولكن حين نخوض التجربة بأنفسنا يتبين لنا أن تلك الحياة التي كنا نحياها ونقنع أنفسنا بأنها هي التي نحتاجاها ولا نستطيع العيش بدونها … لم تكن حياة علي الإطلاق … بل لم تكن تشبهنا البتة….
لذا علينا أن لا نغلق أعيننا عن تلك الفرص التي قد تمدنا بها الحياة … علينا أن نرى ونتعلم ونحاكي الحياة … لعل ما نظنه هو ما نحتاج … ليس إلا خدعة أو كذبة نحياها … وأن الحياة الحقيقة التي نستحقها والتي يمكننا أن نري أنفسنا بها لم تبدأ بعد … لعلنا فى حاجة إلى أن نكتشف أنفسنا من جديد … وأن نعرف من نحن وما هي إمكانيتنا … لعلنا فى الطريق نجد ما نبحث عنه ونحلم به….

الخميس، 19 سبتمبر 2019

اصنع بهجتك بنفسك


اصنع بهجتك بنفسك


مقال: دعاء جمال

بسبب ضغوطات الحياة التى نتعرض لها يجتاحنا الشعور بالملل والروتين ... حتى أننا نفتعل المشاكل مع من حولنا ... وقد نتسبب في المزيد من الضيق لأنفسنا لمجرد التنفيس عن ذلك الشعور الكئيب الذي عشش بداخلنا....

من منا لم يحمل يوماً هم قضاء اليوم الذي يعيشه ... حتى أنه ينتظر أن ينتهي اليوم حتى يبدأ غيره ... وكأن اليوم التالى يحمل المزيد من المغامرة ... من منا لم يجلس وحيداً وكأن الدنيا قد شارفت على الانتهاء بسبب أنه لديه بعض الأعمال الإضافية في اليوم التالى...

كل منا يمر بكل ذلك ... ولكن من منا يستسلم لذلك الشعور المميت الذي يخترق وحدتك ويفسد سعادتك ويهدم كل ذكرياتك الجميلة ... ومن منا يقامه ويحارب من أجل سلامه النفسي وراحة باله....


ذكرنا سابقاً أن السعادة قرار ... ولازلت أكررها أن السعادة قرار.... ليس عليك الجلوس في انتظار لحظة جميلة تأتي وتغير حياتك ... ولكن عليك أن تجعل كل لحظة تمر عليك هي لحظة جميلة وذكرة محتملة ... افتح تلك النوافذ التى أحكمت غلقها في قلبك .... وابحث عن نور ، عن أمل ، ابحث عن نفسك في وسط الظلام...


خلقنا الله تعالى كي نعمر في الأرض ونترك أثراً ... أين أثرك إذا كنت طوال الوقت تنتظر اللحظة المناسبة ... عليك أن تعرف أن الأمل والتفاؤل يأتي بالسعادة والأحداث السعيدة ... وكما قال سيدنا على ابن أبي طالب "كل متوقع آت" ... فكلما توقعت الفشل والحزن كلما زاد اكتئابك وعزلت نفسك عن الحياة ... بينما كلما رأيت أن اللحظة لا تعوض وانه ليس عليك خسارتها ... كلما زاد الأمل واشرقت الحياة....

لا تسمح للحياة بأن تنتزع منك بهجتك وحلمك ... بل اصنع دائماً لحظة حلوة ، مغامرة جديدة، ابتسامة لطيفة ... افعل كل ما يؤثر قلبك وقلوب من حولك ....


اتخذ قراراً بسعادتك واصنع لنفسك بهجة من أقل الأشياء ... قد ترى سعادتك يوماً في قراءة كتاب ممتع .. في قضاء وقت لطيف مع أصدقائك أو عائلتك ... أو قد تجد سعادة في تعلم شيء جديد كنت تتمني دوماً أن تعرف عنه ... ومن الممكن أيضاً أن تجد لحظة حلوة في اللعب مع أبنائك ومشاركتهم لحظاتهم ... أو في جلسة ظريفة مع أحد أجدادك والاستماع إلى حكاياتهم ...

اصنع حياتك بنفسك ولا تنتظر أن تأتي اللحظة المناسبة بمفردها .. فقد تنتظر حتى تجد أن العمر قد مضى في الانتظار وانك لم تصنع بهجتك بعد ولم تتخذ يوماً السعادة طريق....

السبت، 19 يناير 2019

العلاقات تجارب ... اختر الأفضل


العلاقات تجارب ... اختر الأفضل


مقال:دعاء جمال

نتعثر كل يوم في الحياة، نقابل الكثير من الناس في أثناء سيرنا المعهود في دروب الطريق، ولكن من منا يعلم ما تكنه الصدور لنا ...

كثيراً منا فقد هويته وتاه بين العالم .... لا يعرف كيف يتعامل أو يتكلم مع غيره .... بسبب تجاربه مع البشر ... حيث أصبحت الناس تنتهج نهجاً غريباً لا يتفق مع الحلم أو الأخلاق التي تربينا عليها.... أصبح من الطبيعي أن نخون أو ننافق غيرنا من أجل المصلحة فقط ... أصبحنا نقسو على بعضنا البعض ...


أسفاً فقد طغت المصلحة والمادية على حياتنا ولم نعد نبالي سوى بأنفسنا ... ونسينا إنها ما هي إلا دنيا فانية ... لا نقضي فيها سوى بضع ساعات .....

لكل شخص صفاته الخاصة والتي لا تعرفها إلا بالمعاشرة في الحياة، فمن الممكن أن تتخذ أحداً صديقاً ... لتري أنه ليس سوى إنساناً يفتقر إلي الإنسانية ولا يسعي إلا لمصلحته الخاصة....
كثيراً ما نفتح قلوبنا بل وأحياناً بيوتنا لمن هم ليسوا بنبلاء ولا يتصفون سوى بالصفات الكريهة والبغيضة .... هذا ليس ذماً في أحد ... ولكن الأيام كفيلة بأن تجعل منا أفراد لا يرغبون في معرفة أحد .....

إذا كنت قد ممرت بهذا من قبل، إذن فأنت تعيش في المجتمع وتندمج بين الناس .... ولكن عليك التحلي بالصبر قبل الحكم على أحد إذا كان إنساناً جيداً أم لا.......

فلا تنجرف بمشاعرك وتتخذه صديقاً دون أن تختبره ..... فلا داعٍ لخيبات أمل جديدة تحملها لنا الأيام.....


لابد أن تتروي في اختياراتك ... فعلى سبيل المثال إذا كنت مقبلاً على شراء شئ جديد ماذا تفعل؟!..... تسأل وتختبر المنتج الذي ترغب بشرائه ... فماذا إذا كنت تتخذ صديقاً أو شخصاً يستحق أو تكون على صلة به....

ليس الأمر إنني أقول أن تقطع علاقاتك بالأخرين أو أن تتجنب المشاركة في الحديث معهم .... ولكن الأمر كل الأمر أن تكون على درجة كافية من الحذر قبل أن تحكم على هذا الشخص بأنه جدير بصحبتك ... ولا تنس أمراً مهماً أننا كلنا لسنا كاملين .. بل لنا من العيوب قسطاً لا بأس به.....

ولكن الأمر حقاً هو تقليل خيبات الأمل في العثور على شخص لا تغيره الأيام ..... ولا يختلف أمسه عن يومه أو غده ......


والبعد كل البعد عن هؤلاء الذين لا يتسني لهم أن تذهب فيطعنونك في ظهرك ثم يأتون في اليوم التالي ليبتسموا من أجلك.........

يقال عن أجدادنا: هل تعرف فلان ؟ نعم ... هل عاشرته؟ لا ... إذن أنت لا تعرفه .....
معرفة الناس كنوز نعم هي كذلك ... وهي بالمناسبة لا تتناقض مع ما سبق ... ولكن من الناس؟.... تلك هي المشكلة.... عليك اختيار الناس التي تكن معرفتهم كنزاً حقاً ...

ولكن ما على الإنسان إلا أن يتعامل جيداً مع الكل ... ولا يبغض أحداً ... أن يبتسم فالإبتسامة يؤجر عليها حيث أنها صدقة كما قال رسولنا الحبيب صل الله عليه وسلم " تبسمك في وجه أخيك صدقة" ..... علينا أن نتعامل بأخلاقنا .... مهما كان من أمامنا .... أن نؤمن بأن الله تعالي لن يضيعنا ما دام الخير فينا ... وإن صادفنا هؤلاء البشر فلعله اختبار من الله تعالي ..... فانتشار الغلط والقبيح لا يعني أنه أصبح صحيحاً ..... ولكن لا تنس أن التعامل الحسن شئ والأصدقاء والمعارف أموراً أخري ....