الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

المَحنْ ... مِنحْ

المَحنْ ... مِنحْ

 


مقال:دعاء جمال

تمر على حياة الإنسان منعطفات عدة ... بعضها جميل، والآخر ربما يكون صادماً، يغير مجرى حياته للأبد، الصدمة من اسمها صادمة تهز نفسية الإنسان بقوة، وتزلزل كيانه الوجداني والنفسي، وتؤثر في سلوكياته وتصرفاته فيما بعد....

حدوث الصدمة تجعل الإنسان عاجزاً في البداية عن كل شيء ... فهي تشل حركته وفكره وعقله وتعيقه عن ممارسة حياته الطبيعية ... تفقده السيطرة وعدم القدرة على الإمساك بزمام الأمور، بل يدخل في مرحلة الإنكار والهرب من مواجهتها ... لكنها للأسف تظهر بعد وقت وبقوة على كل كيانه الظاهر والباطن....


الإنسان يمر أثناء الصدمات بمراحل عدة من الإنكار والهروب والإحباط واليأس والمقاومة، ومن ثم المواجهة ... وهنا تكمن قدرته على التجاوز والتخلص منها نهائياً.

الكثير منا قد تعرض في مشواره في الحياة إلي العديد من الصدمات ... تختلف تلك الصدمات بحسب أنواعها ودرجة تأثيرها على الشخص ... فعلى إختلاف الصدمات يختلف تأثيرها على الأفراد بالتبعية، فهناك من يشعر بعد الصدمة أن الحياة انتهت أو أن الخير لن يعود مرة أخري ... وهناك من يتحملها ويحاول التغلب عليها....

فالقدرة على النهوض بعد الصدمة ليست امتيازاً للجميع ... فعدد كبير من البشر يصابوا بإضطرابات ومشاكل نفسية وصحية يستمر مداها أشهراً أو سنوات ... فتؤثر الصدمة على مسار حياتهم، وبدلاً من أن يعتبروها درساً يزيدهم خبرة وقوة وصلابة ... يسمحوا لها بالسيطرة على أفكارهم وإضعاف ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين.....


«الضربة اللى ماتموتش .. تقوي»، عبارة تقال للتخفيف من وطأة الصدمات التي تواجهنا خلال حياتنا ... فيُختبر صبرنا وقدرتنا على تحمّل أوجاع الفراق أو الخيانة أو الموت ... حيث أنها  تضعنا وجهاً لوجه أمام أسوأ مخاوفنا وتخرّب سلام حياتنا وتفرض تغييراً غير مستحب في العادات والمشاعر ... لكنها في المقابل جزء من نظام الحياة ويجب تقبلها والتأقلم مع التغيير الذي يأتي بعدها.....

فعندما يهدأ الإنسان ويتأمل الحال والموقف والتجربة بموضوعية وبشفافية صادقة مع الذات، يري العديد من الرسائل والحكمة من ذلك ... فليس كل التجارب المؤلمة فارغة، بل مليئة بمحتوى إنساني عميق، تصقل شخصية الإنسان وتنضج فكره وتطلعاته للحياة بصورة أشمل وأعمق ... ومن يشاهد ذلك يكون هو من استطاع أن يتجاوز مرحلة الصدمة بإيجابية وتفاؤل وأمل، وبأن الحياة لا تنتهي بفقد أحد أو بموقف ما.

فكما يُقال «في كل محنة منحة»، نعم فالصدمات بمثابة استفاقة للعقل، وترغمنا على تعديل المسار ... لذا لا تفقد إيمانك بالله وأعرف جيداً أن الله لا يبتليك إلا لأنه يحبك .... فتوقف عن البكاء والنحيب لكي تري رحمة الله المُرسلة لك من جلالته سبحانه وتعالي ... حتي تحيا من جديد حياة أكثر إستقامة مليئة برحمات الله المُهداه لك ..............

السبت، 15 أكتوبر 2016

اجِبْر ... تُجبر

اجِبْر ... تُجبر


مقال:دعاء جمال

من منا لا يسعد حين يُفاجأه أحد بكلمة طيبة أو بسمة جميلة أو بقولٍ طيب يجبر خاطره ... فأكثر ما يُسعد القلب، أن يخبره أحداً بأنه أدخل السعادة على قلبه ... أو أن يُغمره بالدعوات، فالدعوة الدافئة من قلبٍ صادق؛ قادرة على أن تُحيِ قلباً...

وجبر الخواطر من الأخلاق الحميدة التي يدعو إليها الإسلام ـ قرآنا وسنة ـ ويجب التمسك بها والحفاظ عليها،‏ فهي عبادة يتقرب بها العبد إلي الله سبحانه وتعالي‏...


لذلك اصنع المعروف دون أن تنتظر رد الجميل من أحد أو حتى كلمة شُكر، أو كما يقول المثل الإنجليزي "افعل الخير وإلقيه بالبحر" ... فحتماً نيتك الطيبة في فعل الخير وجبر خاطر كل مكسور، سيُعيدها الله تعالي لك وقت حاجتك، دون أن تنتظرها من أحد...

أن تُقدم المعروف أو العمل الطيب الذي تستطيع تقديمه بنفس راضية وبثقة تامة فيها، وألا تتوقع أي مقابل مطلقاً، ما هو إلا أمراً طيباً ... يجعلك تستطيع أن تقوي ثقتك بنفسك وتجعلك قادراً على إسداد الخدمات كجزء من حياتك دون أن تنتظر المقابل أو تنتظر كلمة شُكر ...


ولتكن مكافأتك هي الشعور الطيب الذي ينتابك ويُغمِرك ... حيث إنك فعلت الخير لوجه الله وإبتغاء مرضاته ... وليس من أجل ذلك الشخص الذي فعلت له الخير ... فليكن حسابك في فعل الخير مع الله وليس مع البشر، وانتظر الرضا من الله ولا تنتظره من إنساناً قط.

فمن يعطى بدون مقابل يأخد فى يوم من الأيام بدون حدود، ولا توقف، ولا توقع ... وسيشعر إنه أخد ما لا يستطيع أحد إعطاوءه له سوي الله تعالي،  حيث خاطبنا في قرآنه العظيم : "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان" صدق الله العظيم ...


فالكلمات الطيبة لا تكلفنا الكثير ... ولكنها تحقق الكثير ... فكن إيجابياً مع غيرك وأجبر بخاطر كل مكسور، أو كُن عوناً لمن يحتاج وأسع في الخير دائماً، ليس لأحد سوي نفسك ... حتي يُرسل لك الله تعالي العون أو الكلمة الطيبة وقت حاجتك......

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

فرصة ثانية

فرصة ثانية


مقال:دعاء جمال

أحياناً يحتاج البعض منا إلى فرصة ثانية، ليس فرصة في التعامل مع الأخرين والغير فحسب، ولكن فرصة في عيش الحياة مرة أخرى.....

فرصة تمنحنا لحظة حلوة، ذكري جميلة، فرصة تجعلنا نحيا من جديد......

قد تأتي الفرصة على شكل رحلة جميلة، تمنحك قوة بعد ضعف، راحة بعد تعب، رحلة تُجدد نشاطك وتُعيد لك حيويتك ....


وقد تكون تلك الفرصة، هي فرصة في عمل جديد تبدأه وتطوي به صفحات الماضي، تتعلم من أخطائك وترسم به أحلام جديدة .....

وأحياناً تكون الفرصة هي ما تُمكنك من أن تُخبر من حولك أو من تحبهم وتهتم بهم؛ بما تشعر به حتى لا يفوت الأوان؛ قد تكون كلمة أحبك/ أشتقت إليك/ أسف/ شكراً/ أسامحك ... كثيراً من الكلمات التي لا تُنطق في وقتها يقتلها مرور الوقت، فتصبح باردة ولا قيمة لها حين تُقال فيما بعد...

فأغتنك تلك الفرص قبل أن تمضي بنا الحياة فيفوت أوانها ونندم على ضياعها .....


فالفرصة الثانية هي هبة من الله سبحانه وتعالي يمنحها لنا لكي نجد من خلالها فرصة أخرى في إعادة ذلك الحلم البعيد الذي أضاعتنا عنه الحياة، وأخذتنا في ضروب شتي وجعلتنا نفقد الطريق، ولكن قد تُعيدك تلك الفرصة إلى حلمك / راحتك / أحبابك / عملك / إلى هدفك، بل تُمكنك من الوصول إليه .....

فمهما كان الوضع أو الحالة التي أنت عليها الآن، أعط نفسك فرصة ثانية تمنحك الحياة من جديد وتُعيدك إلى ضرب الحياة .....

الجمعة، 3 يونيو 2016

مراسم استقبال

مراسم استقبال


مقال: دعاء جمال

هلت علينا نفحات الشهر الكريم، ذلك الشهر الذي يبدل حياتنا من جديد ويجعل لها من المعاني نصيباً، ننتظره طوال العام وحين يآتي نستقبله بقروع الطبول وترتدي الشوارع أفضل حُلتها وزينتها، وتستعد المساجد لصلاة التروايح والتهجد، وتعُم أجواء الإحتفال بكل مكان، معلنة عن وصول الحبيب المنتظر ....


من الجميل أن نستعد لهذا الشهر بالزينة والإحتفال، ولكن علينا أن نستعد نفسياً على حد سواء، فلا تجعل إحتفالك ظاهرياً فقط .... فما أجمل أن تتزين العروس لحفل زفافها، وترتدي فستانها الأبيض وتحتفل مع صديقاتها وأحبابها بهذا اليوم الجميل، ولكن إذا كانت لا تُحب هذا الرجل الذي تتزوجه، أو حتى لا تشعر بوجوده فلا قيمة حينها لهذا الزفاف، والذي لن يشمل سعادته سوى ساعات الحفل فقط، وبعد إنطفاء بهجته تزول السعادة بكل أشكالها، وتعتلي الكآبة عرش الحياة.....

وكذلك شهر رمضان، فما قيمة أن نستعد بالزينة وشراء الفانوس وغيره من مراسم الإحتفال به، دون أن نعد له العدة من داخلنا، وأعماق قلوبنا ... حتى لا ينتهي بلا جدوي وبمجرد إنتهائه وكأنه لم يآت بعد.......


اغتنم فرصة وجوده عله لا يآتي علينا مرة أخري، فهو بمثابة الحصالة التي تضع بها الأموال وتدخرها، لتصرف منها طوال العام، ولكنك تدخر بها الخيرات والأعمال الصالحة والصدقات وختم القرآن والصلاة وغيرها من العبادات الروحانية مع الله تعالي ....

فحصالتك في رمضان لا تدخر بها الأموال لكي تصرفها طوال العام، بل تدخر بها العبادات التي تُعينك طوال العام، تلك التي تجعلك تستطيع أن تُمضي في الحياة وأنت لا تخشي الإفلاس، فحصالتك بها الكثير الذي يؤمنك حتى رمضان التالي......


ادخر ما يُعينك على البلاء وعلى ظُلم الناس وعلى مصاعب الحياة، ادخر ما يمليء قلبك بالإطمئنان ويشعرك وجود الله بجانبك دوماً، ادخر ما يجعل همتك كهمة المتسابق في نهاية السباق الذي بينه وبين النصر خطوتين وعليه أن يجتازهم بهمته قبل غيره ..... ادخر قدر استطاعتك، فكلما ادخرت أكثر كلما كنت أكثر راحة طوال العام، وحتى لا تُشهر إفلاسك في منتصف الطريق.....

وختاماً أهنئكم بحلول شهرنا الحبيب أعاده الله تعالي علينا جميعاً بالخير واليُمن والبركات، وكل عام وأنتم بخير.....

الاثنين، 2 مايو 2016

بالحُب ... نحيا

بالحُب ... نحيا


مقال:دعاء جمال

الحب أساس العلاقات السوية بين بني البشر، وأقوى من روابط الدم والنسب، الحب إنكار للذات، وتحرر من قيود النفس، يسمو به الإنسان إلى كل ما هو خير وجميل، ولا يشعر بنعيمه إلا من ذاق كأسه، هو نبض الحياة والأمل، ومتحف المشاعر الجميلة، والأحاسيس الرقيقة، والشعور الخفي الذي يعطي الإنسان الإحساس بالوجود....

الحب كأس مليء بالهوى ولا بد أن يشرب منه كل من له قلب ينبض، وروح تحيا، ونفس تعيش، الحب كالنور والنار، نور في العطاء ونار عند الحرمان، والحياة بالحب جحيم يطاق ... وبدون حب نعيم لا يطاق....

الحب هو سر الكون، به تنجح وتكبر وتشعر بالحياة، أوجده الله تعالي بيننا حتى نُحب ونتراحم فيما بيننا....


الحب هو من أسمي المعاني في الحياة، هو ليس بالضرورة حب الحبيب أو الزوج، ولكنه يشمل حب الله تعالي ورسوله، حب الوالدين، والأخوات، والأصدقاء، والأقارب، والأبناء....

والحب لا يقتصر على الأشخاص فقط، فعليك أن تحب حلمك، شغفك، حياتك، الحب هو أساس الحياة، فكيف ستكون حياتنا دونه؟......

فبالحب تستطيع أن تحقق كل ما تتمني، فمن قال أن الكُره والبغضاء يساعدان على حب الناس لك، فهم صفات البُعد والذم.....

حدثنا رسولنا الكريم (صل الله عليه وسلم):"حب لأخيك ما تُحب لنفسك"، أي أن الحب صفة من صفات المؤمن ..... فمن منا لا يحب أن يشعر بحب الناس له، ولكن ماذا قدمت لهذا الحب كي تستحقه، عليك أن تُحب غيرك وتحب الخير لهم، حتى يأتيك حُبهم....


الحب طاقة متبادلة بين البشر، هو في أساسه قوة عطاء وإبداع خلاقه تقرب النفوس وتفجر إبداع العقول لما فيه خير المجتمع وإسعاد الناس، إن طاقة الحب هي البيئة النفسية التي تسهم في الإصلاح والبناء والتحديث للإنسان والمجتمع.....

لا تكن بخيلاً وعبّر عن حبك للناس، فكلنا بحاجة إلى من يحبنا ويُشعرنا بحبه، ودفىء العلاقات دائماً وقودها الحب، فكن أنت دائماً الحب لغيرك.....

فإذا كانت الحياة تُهبنا الألوان التي نلوّن بها حياتنا، فالحب هو اللوحة أو الخطوط التي عليك أن تلوّنها، فبدونه لا نجد ما نلوّنه........

الاثنين، 11 أبريل 2016

لا تستهن بنفسك

لا تستهن بنفسك


مقال:دعاء جمال

كلنا لدينا أحلاماً وأمنيات، ولكن القليل منا يسعي حقاً لتحقيقها، فهناك البعض الذي يخشي الفشل، أو يستمع لمحاولات الإحباط من الأخرين، أو حتي إنه يرى عدم قدرته على تحقيق هدفه، وهذا ما يجعلنا نقف مكتوفي الأيدي أمام أحلامنا ... ومنا من يسعي مهما كان الثمن ومهما كانت عدد المحاولات...


قررت "ديبي ماكومبر" السعي وراء حلمها في أن تصبح كاتبة، فقامت بإستئجار آلة كاتبة، بالرغم من فقرها هي وزوجها، ووضعتها على مائدة المطبخ، وكانت تبدأ الكتابة كل صباح بعد أن يغادر أطفالها المدرسة حتى يعودوا، وقد حاولت أن تتخلي عن حلمها حين رأت المصاريف وعدم قدرتها على المتابعة، إلا أن زوجها شجعها، فعادت "ديبي" لحلمها وإلى آلتها الكاتبة لتخرج صفحة وراء صفحة لمدة عامين ونصف العام، وكان للتضحية والإصرار ثماراً في نهاية الأمر، فبعد 5 أعوام من الكفاح باعت "ديبي" كتابها الاول، ثم باعت آخر ثم آخر إلى أن نشرت حوالي 100 كتاب، أصبح العديد منها أكثر كتب نيويورك تايمز مبيعاً، وتم بيع ثلاثة منها ليتم تحويلها الى أفلام سينمائية، وتمت طباعة أكثر من 60 مليون نسخة من كتبها.


أما رولينج مؤلفة كتاب "هاري بوتر"، كانت إمرأة عاطلة عن العمل، لم يكن لديها المال الكافي لتعيش حياة كريمة، ثم فجأة تحولت حياتها من النقيض إلى النقيض.
سافرت البرتغال للحصول على وظيفة مُعلمة لغة، تزوجت وزواجها لم يستمر سوى عام واحد أنجبت فيه طفلة، عادت بها إلى بلدها مرة أخرى لتصبح أم وحيدة تعول طفلة؛ "جوان" رأت نفسها فاشلة، زواج فاشل وسبع سنوات بعد التخرج بلا وظيفة وتعول طفلة، طبيًا أصيبت "جوان" بالإكتئاب والميل للانتحار، كانت تعيش على الإعالة الحكومية لكنها كانت تملك حلم وتهوى الكتابة؛ استمرت في الكتابة حتى أخرجت لنا سلسلة "هاري بوتر"، لتصبح في 2004 أول كاتب ثروته تصل إلى مليار دولار. "ج. ك. رولينج" هى كاتبة أكثر سلسلة كتب مبيعًا في التاريخ.


فشل الصيني "جاك ما" في أختبار الإلتحاق بالجامعة 3 مرات، حاول الإلتحاق بثلاثين وظيفة وتم رفضه في جميعها، في عام 1995 قرر "جاك ما" إنشاء شركته الخاصة لتصميم المواقع وعمره 31 عامًا، ثم أسس شركة "علي بابا" للتجارة الإلكترونية وعمره 35، والتي مرت بالعديد من العقبات ومراحل الفشل، إلى أن أصبح أغنى رجل في الصين ومن أغنى 20 رجلًا في العالم بثروة تقدر بحوالي 25 مليار دولار.


"سويتشيرو هوندا" مؤسس شركة "هوندا"، ولد في اليابان لعائلة فقيرة، عمل منذ طفولته مع والده في متجره الصغير لتصليح الدراجات، "هوندا" لم يكن مهتمًا بالتعليم النظامي فكان يزوّر نتائج المدرسة إلى أن كُشف أمره بعدما بدأ في تزوير نتائج زملائه، وعمره 15 عام ترك قريته وذهب لطوكيو بدون أى تعليم، في عام 1937أسس مصنع صغير يُدعى توكاى سيكي لإنتاج "حلقات المكبس" وبيعها لمصانع تويوتا، لكن سريعًا تدمر المصنع بسبب قنابل الحرب العالمية الثانية، فأعاد إنشائه، لكن تدمر في العام التالي مباشرة مرة أخرى بسبب زلزال عام 1945، لكنه لم ييأس وبأنقاض مصنعه القديم قرر إنشاء مصنع هوندا وأنتج دراجات بخارية في البداية إلى أن أصبحت الشركة تقدر بالمليارات؛ "هوندا" لديه أكثر من 100 براءة إختراع دون أن يحصل على أى شهادة.


وفي إحدي المحاضرات رفع المحاضر 100 دولار وقال لطلابه من يريدها؟، رفع معظم الموجودين أيديهم، ثم قام بفرك الورقة بين يديه ومن ثم سألهم: من يريدها؟ وما زالت الأيدي مرتفعة .. فألقي النقود على الأرض وقام بدهسها بحذائه، ومن ثم رفعها وهي متسخة ومليئة بالتراب، وسألهم: من منكم ما زال يريدها؟ فارتفعت الأيدي مرة أخرى...
فقال: الآن يجب أن تكونوا قد تعلمتم درساً قيماً، فمهما فعلت بالنقود فما زلتم تريدونها لإنها لم تنقص في قيمتها فهي ما زالت 100 دولار.

في مرات عديدة في حياتنا ربما نسقط على الأرض، فقد نشعر حينها أن لا قيمة لنا مهما حصل، فلا تقلل من قدرك فأنت شخص مميز قد أكرمك الله ورفع قدرك، فلا تدع خيبات آمال الأمس تلقي بظلالها على أحلام الغد.

الخميس، 24 مارس 2016

الطبخ للجميع

الطبخ للجميع


مقال:دعاء جمال

"الطبخ للجميع"، مبدأ جميل ومُعبر، قدمه لنا والت ديزني في أروع أفلامه والأكثرها إلهاماً "الفأر الطباخ"، هو مبدأ يحث على الحلم وتحقيق الذات، فماذا إذا استبدلنا كلمة "الطبخ"، بكلمة "الحلم".

نعم "الحلم للجميع"، فالكل يستطيع أن يحلم ويحقق حلمه ويسعي لتحقيق ذاته والوصول لأهدافه، فالفيلم هنا قدم فكرة رائعة، ولكنه غلفها بأحداث الفيلم والنتيجة واحدة، "احلم".


"الإبداع في الطبيخ محتاج لشجاعة، لازم تبقي مُبتكر، وقلبك جامد، لازم تحاول تجرب حاجات ممكن ما تنفعش، وما تسمحش لأي حد إنه يحجمك، ويتحجج بأصلك وفصلك، روحك هي اللي بتلهمك، ده مش تهريج، إي حد يطبخ، بس اللي قلبه جامد، هايبقي عظيم."، هذه الجملة من أروع ما قيل في الفيلم، حيث إنها تحث على الوصول للهدف وتحقيق الحلم.


فالفكرة تكّمُن في أن الفيلم يقدم بطريقة خفية، أن أي أحد مهما كان حجمه أو مكانته، يستطيع أن يحلم، ويحقق حلمه، مادام يري في نفسه القدرة على الحلم، فإنه حتماً لديه القدرة لتحقيقه.

هذا الفيلم هو بمثابة كبسول الطاقة بالنسبة لي، فكلما كنت أشعر بالضيق، أو أن الغد قد لا يأتي، أو إنني بحاجة إلى دفعة قوية تساعدني، أشاهد هذا الفيلم وبإستمتاع شديد، استمد منه الأمل.


وأنا أهدي هذه الكلمات إلى كل من لا يري الأمل بعد، احلم مادام الحلم شريفاً، ولا تقل إنه بالقليل أو إنه قد لا يعجب أحداً، فإذا رأيت حلمك كبيراً، سيراه الناس أكبر، أحياناً أتفه الأشياء التي ينتجها الأخرون، قد تزيد أهمية عن كل ما نقول، فلا تُحبط نفسك، وتلوّنها بالأسود، بل احلم واسعي، وانثر ألوانك المُبهجة على لوحة أحلامك، تكون لك واقعاً جميلاً.....

الاثنين، 21 مارس 2016

باقة كلمات من أجلك ... يا أمي

باقة كلمات من أجلك ... يا أمي


مقال:دعاء جمال

يحتفل اليوم العالم أجمع بعيد الأم، هذا العيد الذي يأتينا يوماً واحداً في السنة كلها، الكل يذهب لأمه يعّيد عليها، ويعطيها هدية، قد لا تكون قيمة أو بالشيء الكبير، لكنها حتماً في بساطتها لشيئاً كبير، كما أن الهدية مهما كانت باهظة الثمن، فهي لن تكون بمستوي راقيٍ لأي أم، ولكنها مجرد تعبير صغير عن إمتنانا لوجودها بحياتنا.

لن أصف الأم بتلك الكلمات التي الروتينية التي توصف بها دائماً، مثل هي التي تعبت وحملت وربت، هي كذلك بالطبع، ولكن كثيراً منا لن يشعر بهذه الأمور إلا حين يكون أماً، ولكن الأم ببساطة هي الحياة.


الأم كلمة صغيرة وحروفها قليلة لكنّها تحتوي على أكبر معاني الحب والعطاء والحنان والتضحية، وهي أنهار لا تنضب ولا تجف ولا تتعب، متدفقة دائماً بالكثير من العطف الذي لا ينتهي، وهي الصدر الحنون الذي تُلقي عليه رأسك وتشكو إليه همومك ومتاعبك، هي التي تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء، وهي التي مهما حاولت أن تفعل وتقدّم لها فلن تستطيع أن تردّ جميلها عليك ولو بقدر ذرة صغيرة؛ فهي سبب وجودك على هذه الحياة، وسبب نجاحك، تُعطيك من دمها وصحتها لتكبر وتنشأ صحيحاً سليماً، هي عونك في الدُنيا، وهي التي تُدخلك الجنّة.


هي من تشعر بك دون أن تتكلم، حتي وإن كنت لا تريد أن تضايقها بحزنك، فهي تعلمه جيداً، هي من تدعو لك سراً فتُفتح لك أبواب الرزق من الرحمن، هي أول حضن وأول لمسة وأول صوت.
لا تجعل احتفالك بأمك يوماً واحداً، بل عليك أن تحتفل بها كل يوم، كل ساعة وكل دقيقة، فلولاها ما كنت قد جئت للحياة، ولا كبرت في رحابها، اغتنم هذا اليوم، وقل لها مقدار حبك لها، وكم أن وجودها في حياتك هو بمثابة الوجود في الحياة.


وأنا أهدي هذه الكلمات لأمي، والتي تعرفني أكثر من نفسي، وتعرف كم إني لا أجيد التعبير سوى بالكلمات، لهذا أقول لها سامحيني يا أمي على أية دمع أو حزن تسببت لكي فيه، وأعلمي جيداً أن حُبك هو الشيء الذي يُحيني، وأن وجودك بحياتي هو الغد بالنسبة لي، حفظك الله تعالي يا أمي وجزاكي عني كل خير، أحبك يا أمي.....

حفظ الله تعالي أمهاتنا جميعاً وأطال أعمارهن، ورحم من توفّت أمهاتهم وكتبهن من أهل الجنّة أجمعين.