الجمعة، 3 يونيو 2016

مراسم استقبال

مراسم استقبال


مقال: دعاء جمال

هلت علينا نفحات الشهر الكريم، ذلك الشهر الذي يبدل حياتنا من جديد ويجعل لها من المعاني نصيباً، ننتظره طوال العام وحين يآتي نستقبله بقروع الطبول وترتدي الشوارع أفضل حُلتها وزينتها، وتستعد المساجد لصلاة التروايح والتهجد، وتعُم أجواء الإحتفال بكل مكان، معلنة عن وصول الحبيب المنتظر ....


من الجميل أن نستعد لهذا الشهر بالزينة والإحتفال، ولكن علينا أن نستعد نفسياً على حد سواء، فلا تجعل إحتفالك ظاهرياً فقط .... فما أجمل أن تتزين العروس لحفل زفافها، وترتدي فستانها الأبيض وتحتفل مع صديقاتها وأحبابها بهذا اليوم الجميل، ولكن إذا كانت لا تُحب هذا الرجل الذي تتزوجه، أو حتى لا تشعر بوجوده فلا قيمة حينها لهذا الزفاف، والذي لن يشمل سعادته سوى ساعات الحفل فقط، وبعد إنطفاء بهجته تزول السعادة بكل أشكالها، وتعتلي الكآبة عرش الحياة.....

وكذلك شهر رمضان، فما قيمة أن نستعد بالزينة وشراء الفانوس وغيره من مراسم الإحتفال به، دون أن نعد له العدة من داخلنا، وأعماق قلوبنا ... حتى لا ينتهي بلا جدوي وبمجرد إنتهائه وكأنه لم يآت بعد.......


اغتنم فرصة وجوده عله لا يآتي علينا مرة أخري، فهو بمثابة الحصالة التي تضع بها الأموال وتدخرها، لتصرف منها طوال العام، ولكنك تدخر بها الخيرات والأعمال الصالحة والصدقات وختم القرآن والصلاة وغيرها من العبادات الروحانية مع الله تعالي ....

فحصالتك في رمضان لا تدخر بها الأموال لكي تصرفها طوال العام، بل تدخر بها العبادات التي تُعينك طوال العام، تلك التي تجعلك تستطيع أن تُمضي في الحياة وأنت لا تخشي الإفلاس، فحصالتك بها الكثير الذي يؤمنك حتى رمضان التالي......


ادخر ما يُعينك على البلاء وعلى ظُلم الناس وعلى مصاعب الحياة، ادخر ما يمليء قلبك بالإطمئنان ويشعرك وجود الله بجانبك دوماً، ادخر ما يجعل همتك كهمة المتسابق في نهاية السباق الذي بينه وبين النصر خطوتين وعليه أن يجتازهم بهمته قبل غيره ..... ادخر قدر استطاعتك، فكلما ادخرت أكثر كلما كنت أكثر راحة طوال العام، وحتى لا تُشهر إفلاسك في منتصف الطريق.....

وختاماً أهنئكم بحلول شهرنا الحبيب أعاده الله تعالي علينا جميعاً بالخير واليُمن والبركات، وكل عام وأنتم بخير.....