الاثنين، 11 أبريل 2016

لا تستهن بنفسك

لا تستهن بنفسك


مقال:دعاء جمال

كلنا لدينا أحلاماً وأمنيات، ولكن القليل منا يسعي حقاً لتحقيقها، فهناك البعض الذي يخشي الفشل، أو يستمع لمحاولات الإحباط من الأخرين، أو حتي إنه يرى عدم قدرته على تحقيق هدفه، وهذا ما يجعلنا نقف مكتوفي الأيدي أمام أحلامنا ... ومنا من يسعي مهما كان الثمن ومهما كانت عدد المحاولات...


قررت "ديبي ماكومبر" السعي وراء حلمها في أن تصبح كاتبة، فقامت بإستئجار آلة كاتبة، بالرغم من فقرها هي وزوجها، ووضعتها على مائدة المطبخ، وكانت تبدأ الكتابة كل صباح بعد أن يغادر أطفالها المدرسة حتى يعودوا، وقد حاولت أن تتخلي عن حلمها حين رأت المصاريف وعدم قدرتها على المتابعة، إلا أن زوجها شجعها، فعادت "ديبي" لحلمها وإلى آلتها الكاتبة لتخرج صفحة وراء صفحة لمدة عامين ونصف العام، وكان للتضحية والإصرار ثماراً في نهاية الأمر، فبعد 5 أعوام من الكفاح باعت "ديبي" كتابها الاول، ثم باعت آخر ثم آخر إلى أن نشرت حوالي 100 كتاب، أصبح العديد منها أكثر كتب نيويورك تايمز مبيعاً، وتم بيع ثلاثة منها ليتم تحويلها الى أفلام سينمائية، وتمت طباعة أكثر من 60 مليون نسخة من كتبها.


أما رولينج مؤلفة كتاب "هاري بوتر"، كانت إمرأة عاطلة عن العمل، لم يكن لديها المال الكافي لتعيش حياة كريمة، ثم فجأة تحولت حياتها من النقيض إلى النقيض.
سافرت البرتغال للحصول على وظيفة مُعلمة لغة، تزوجت وزواجها لم يستمر سوى عام واحد أنجبت فيه طفلة، عادت بها إلى بلدها مرة أخرى لتصبح أم وحيدة تعول طفلة؛ "جوان" رأت نفسها فاشلة، زواج فاشل وسبع سنوات بعد التخرج بلا وظيفة وتعول طفلة، طبيًا أصيبت "جوان" بالإكتئاب والميل للانتحار، كانت تعيش على الإعالة الحكومية لكنها كانت تملك حلم وتهوى الكتابة؛ استمرت في الكتابة حتى أخرجت لنا سلسلة "هاري بوتر"، لتصبح في 2004 أول كاتب ثروته تصل إلى مليار دولار. "ج. ك. رولينج" هى كاتبة أكثر سلسلة كتب مبيعًا في التاريخ.


فشل الصيني "جاك ما" في أختبار الإلتحاق بالجامعة 3 مرات، حاول الإلتحاق بثلاثين وظيفة وتم رفضه في جميعها، في عام 1995 قرر "جاك ما" إنشاء شركته الخاصة لتصميم المواقع وعمره 31 عامًا، ثم أسس شركة "علي بابا" للتجارة الإلكترونية وعمره 35، والتي مرت بالعديد من العقبات ومراحل الفشل، إلى أن أصبح أغنى رجل في الصين ومن أغنى 20 رجلًا في العالم بثروة تقدر بحوالي 25 مليار دولار.


"سويتشيرو هوندا" مؤسس شركة "هوندا"، ولد في اليابان لعائلة فقيرة، عمل منذ طفولته مع والده في متجره الصغير لتصليح الدراجات، "هوندا" لم يكن مهتمًا بالتعليم النظامي فكان يزوّر نتائج المدرسة إلى أن كُشف أمره بعدما بدأ في تزوير نتائج زملائه، وعمره 15 عام ترك قريته وذهب لطوكيو بدون أى تعليم، في عام 1937أسس مصنع صغير يُدعى توكاى سيكي لإنتاج "حلقات المكبس" وبيعها لمصانع تويوتا، لكن سريعًا تدمر المصنع بسبب قنابل الحرب العالمية الثانية، فأعاد إنشائه، لكن تدمر في العام التالي مباشرة مرة أخرى بسبب زلزال عام 1945، لكنه لم ييأس وبأنقاض مصنعه القديم قرر إنشاء مصنع هوندا وأنتج دراجات بخارية في البداية إلى أن أصبحت الشركة تقدر بالمليارات؛ "هوندا" لديه أكثر من 100 براءة إختراع دون أن يحصل على أى شهادة.


وفي إحدي المحاضرات رفع المحاضر 100 دولار وقال لطلابه من يريدها؟، رفع معظم الموجودين أيديهم، ثم قام بفرك الورقة بين يديه ومن ثم سألهم: من يريدها؟ وما زالت الأيدي مرتفعة .. فألقي النقود على الأرض وقام بدهسها بحذائه، ومن ثم رفعها وهي متسخة ومليئة بالتراب، وسألهم: من منكم ما زال يريدها؟ فارتفعت الأيدي مرة أخرى...
فقال: الآن يجب أن تكونوا قد تعلمتم درساً قيماً، فمهما فعلت بالنقود فما زلتم تريدونها لإنها لم تنقص في قيمتها فهي ما زالت 100 دولار.

في مرات عديدة في حياتنا ربما نسقط على الأرض، فقد نشعر حينها أن لا قيمة لنا مهما حصل، فلا تقلل من قدرك فأنت شخص مميز قد أكرمك الله ورفع قدرك، فلا تدع خيبات آمال الأمس تلقي بظلالها على أحلام الغد.