الأحد، 7 يناير 2018

لا تقطعوا الحبل

لا تقطعوا الحبل


مقال: دعاء جمال

كلنا لدينا حبلاً يصلنا بالحياة .. ليس الحبل السري المقصود هنا .. وإن كان هو أول حبل يصلنا بالحياة .. ولكن هناك حبلاً آخر .. نعرفه مع مرور الوقت ونتعرف عليه .. يشدنا إليه .. ويرشدنا إلي حيث الحياة المُثلي بالنسبة لنا.....

حبل الحياة هو حبل رفيع جداً .. ولكنه الوسيلة الوحيدة والممر الأوحد للحياة .. الكثير منا قد لا يكتشفه .. أو لا يعرف أين يجده .. أو إلي أين قد يصل به .. لكن الأكيد أن من استطاعوا أن يصلوا إليه وتعرفه عليه وتمسكوا به وصلوا إلي حيث لم يصل أحد من قبل......

هذا الحبل الرفيع .. قد لا يتحمل الطريق الذي علينا المرور من خلاله للوصول للحياة .. قد يتمزق قبل أن نصل .. قد نفقد طرفه في الطريق ... هذا الحبل هو حبل الأمل .. حبل الهدف .. حبل الموهبة......


كثيراً ما نجد بعض الأباء لا يتفهمون قط هذا الحبل لأولادهم أملين في تحقيق لهم حياة سعيدة أمنة في مناصب مرموقة ومكانة إجتماعية كبيرة....

لابد أن هذا جميلاً حقاً .. ولكن ماذا إذا لم يكن جميلاً لأولادنا؟ ... ماذا إذا قتل فيهم شيئاً كان حياً يحاول النجاة والوصول إلي السطح؟ .. ماذا إذا أدي إلي قطع الحبل الذي يصل بنا إلي الحياة؟.....

لا تقطعوا هذا الحبل ... كونوا حريصين على ألا تقتلوا أولادكم أو أنفسكم من قبل بالسماح للتقاليد والمجتمع بقتلكم وقطع أحبالكم.......


إذا أصبحنا كلنا متشابهين فكيف لنا أن نصنع مجتمعاً كاملاً شاملاً؟ .. إذا كنا كلنا ذو مناصب مرموقة، فمن سيكون الخادم؟ ... من سيهتم بالتفاصيل التي عادة لا تشغل بال الكبار والمرموقين؟ ... من سيطلي الحياة بالبهجة والألوان إذا كنا جميعاً نرتدي البدل ونرتشف القهوة من الفنجان؟...

خمسة أصابع مختلفة تشكل يد ... فعلينا تقبل الاختلاف وعدم هدم الغير......


فلا تكن تكن أبداً هادم أحلام، بل كن صانعها ... كن مشجعاً وليس محطماً ... كن أباً متفهماً وليس ديكتاتورياً ... كن قائداً ملهماً وليس متعصباً ... كن واصلاً للحبل وليس قاطع له.............