السبت، 15 أكتوبر 2016

اجِبْر ... تُجبر

اجِبْر ... تُجبر


مقال:دعاء جمال

من منا لا يسعد حين يُفاجأه أحد بكلمة طيبة أو بسمة جميلة أو بقولٍ طيب يجبر خاطره ... فأكثر ما يُسعد القلب، أن يخبره أحداً بأنه أدخل السعادة على قلبه ... أو أن يُغمره بالدعوات، فالدعوة الدافئة من قلبٍ صادق؛ قادرة على أن تُحيِ قلباً...

وجبر الخواطر من الأخلاق الحميدة التي يدعو إليها الإسلام ـ قرآنا وسنة ـ ويجب التمسك بها والحفاظ عليها،‏ فهي عبادة يتقرب بها العبد إلي الله سبحانه وتعالي‏...


لذلك اصنع المعروف دون أن تنتظر رد الجميل من أحد أو حتى كلمة شُكر، أو كما يقول المثل الإنجليزي "افعل الخير وإلقيه بالبحر" ... فحتماً نيتك الطيبة في فعل الخير وجبر خاطر كل مكسور، سيُعيدها الله تعالي لك وقت حاجتك، دون أن تنتظرها من أحد...

أن تُقدم المعروف أو العمل الطيب الذي تستطيع تقديمه بنفس راضية وبثقة تامة فيها، وألا تتوقع أي مقابل مطلقاً، ما هو إلا أمراً طيباً ... يجعلك تستطيع أن تقوي ثقتك بنفسك وتجعلك قادراً على إسداد الخدمات كجزء من حياتك دون أن تنتظر المقابل أو تنتظر كلمة شُكر ...


ولتكن مكافأتك هي الشعور الطيب الذي ينتابك ويُغمِرك ... حيث إنك فعلت الخير لوجه الله وإبتغاء مرضاته ... وليس من أجل ذلك الشخص الذي فعلت له الخير ... فليكن حسابك في فعل الخير مع الله وليس مع البشر، وانتظر الرضا من الله ولا تنتظره من إنساناً قط.

فمن يعطى بدون مقابل يأخد فى يوم من الأيام بدون حدود، ولا توقف، ولا توقع ... وسيشعر إنه أخد ما لا يستطيع أحد إعطاوءه له سوي الله تعالي،  حيث خاطبنا في قرآنه العظيم : "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان" صدق الله العظيم ...


فالكلمات الطيبة لا تكلفنا الكثير ... ولكنها تحقق الكثير ... فكن إيجابياً مع غيرك وأجبر بخاطر كل مكسور، أو كُن عوناً لمن يحتاج وأسع في الخير دائماً، ليس لأحد سوي نفسك ... حتي يُرسل لك الله تعالي العون أو الكلمة الطيبة وقت حاجتك......