الأحد، 17 يونيو 2018

الصندوق الأسود


الصندوق الأسود


مقال:دعاء جمال

نحيا صغاراً لا نعلم ما يخبئه لنا الغد؟! ... ولكن حتماً ما نعيشه فى الصغر هو ساحة معركتنا حين نكبر.....

لكل منا معركته الخاصة، تلك المعركة التي يحارب فيها بنفسه ومع ذاته دون أن يعلم عنها أحد شيئاً ...

أحياناً تكون هذه المعركة خاصة بحبه لشيء أو شغفه به ... وأحياناً أخري تكون خاصة بمحاربته لماضيه .... فالصندوق الأسود الخاص بكل منا به العديد من الأسرار والتي لها تأثير علينا سواء بالإيجاب أو السلب ... ولكنها مليئة بالكثير ... فهي التي تجعل معركتنا في الحياة إما هادفة أو هادمة.....


فكلما امتلاء هذا الصندوق بالأحداث السعيدة كانت معركتنا هي شغفنا أو الأحري هادفة .. وكلما امتلاء بالسلب .. جلب لنا الكثير من المعارك التي لا نعرف نهايتها ... ولا ندري ما هو حجم قوتنا للقضاء عليها أو الأنتصار فيها.....

ذلك الصندوق لا يعرف عنه أحد سوانا ... نحن فقط من يعرف ما بداخله .. وما يحوي في جعباته .. نحن فقط القادرين على الغوص بداخله لمعرفة أصل المعركة لكي نعرف كيفية الأنتصار فيها....

هذا الصندوق قد يكون مليئاً بالحزن واليائس، وقد يحتوي على الحب والدفء .. ولكن ما لا نعرفه جميعاً أنه حتماً موجود بداخلنا في أعماقنا....

من ينجح هو من يستطيع أن يبحث بداخله جيداً ليفهم نفسه ويعرف نقاط قوته وضعفه ... هو من يحالفه الحظ في معرفة فتح ذلك الصندوق والتغلب عليه...


ولكن لابد من ذكر أن مهما حوي هذا الصندوق بداخله، لابد أن نعرف أنه لا يحمل شيئاً سوي أقدارنا التي قدرها لنا الله سبحانه وتعالي .. وأن لكل شيء جانب أسود، ولكن علينا أن نفهمه جيداً .. حتى نستطيع التغلب عليه.....

فالحياة ليست دائماً عادلة ولكنها تعطي لنا الكثير من الفرص ... لذلك علينا أن نسعي بكل جهدنا لكي نخوض في معركتنا الخاصة ونتغلب على صندوقنا الأسود ...


علينا أن نحيا ساعيين للخوض في أعماقنا .. لكي تسنح لنا الفرصة حتى ننتصر ونبقي هادئيين مرة أخرى .... ويجب على كل إنسان أن يحترم غيره فهو قد يكون جانب أسود في صندوق غيره .. 
ولابد من مراعاة غيرنا وإعطائهم ما يحتاجونه منا سواء كان أب – أم – أخ – ابن - صديق أو غيرها من العلاقات الإنسانية التي أوجدها الله تعالي في الحياة.....