الخميس، 16 أغسطس 2018

سلام نفسي


سلام نفسي

 


مقال:دعاء جمال

تدور من حولنا الأحداث يومياً .. كثيرة ومتعبة ومرهقة وحزينة تارة ... سعيدة وهانئة تارة أخري...

أما عن تلك الحزينة المتعبة ترهق أرواحنا، تاركة لنا جزءاً مفقوداً من راحتنا ... تُسلبنا سلامنا وصفائنا الداخلي....

تحاصرنا وتضيق علينا الطريق .. حتى نختنق فلا نستطيع المُدي قدماً.... نشعر أن العالم من حولنا قد أظلم ... وبات السواد يغطي كل شيء من حوله ....

تسدل الحياة ستائرها عن أحلامنا وأمالنا .. وتنشد الطيور ألحاناً حزينة ... فيجتاحنا الشعور بالألم المتواصل والغضب والمعاناة التي قد لا تنتهي ...

تاركة لنا مجالاً محدوداً ضيقاً من السعادة ... وكأنها حلم بعيد المنال ... لا نستطيع الوصول إليه .. وقد لا نراه وسط كل تلك العتمة ..... فتهتز أرواحنا وتتعثر طريقها إلي الراحة والسلام الداخلي......


ولكن هيهات لكل من وصل إلي تلك الراحة والسلام النفسي ... لكل من فاز بسعادة وعرف طريقه لنشوة روحانية غير قابلة للكسر....

فكيف لنا تخطي الأزمنة والفواصل للوصول إلي السلام النفسي والداخلي .... ذلك السلام الذي تشتاقه أرواحنا دائماً وتبحث عنه في كل ما يمر عليها...

فما أثبتته الأيام باختلاف تواريخها وأزمنتها ... أن السلام النفسي لا يصل إليه إلا من أراده حقاً وسعي للوصول إليه.....

علينا أن نخرج كل ما في جبعتنا من أفكار وأحلام وتجارب حتى نصل إلي ما نكون عليه حقيقة من داخلنا .... علينا أن نصل إلي تلك اللحظة التي تجعلنا نضحك كالأطفال .. ونحب بلا قيود.....
فالسلام الداخلي ما هو إلا رحلة روحانية تحتاج منا مجهود وإرادة، لكي نستحق الوصول لها ... هي ليست بالمستحيلة .. فلا وجود للمستحيل مادام هناك إرادة ... ولكنها رحلة قد تطول أو تقصر حسب مهارات كل منا وصدقه في الوصول.....


وعلي عكس كل الرحلات التي تحتاج إلي تجهيزات لها ... فهذه الرحلة لا تحتاج سوي إلي نفسك... إلي صفاء ذهنك ... إلي الخروج من حيز الزمن والمكوث والاستماع بكل لحظة بلحظتها... إلي الحاجة عن الترفع عن الكبر والغرور والمظاهر بكافة أشكالها ... إلي الوصول للتواضع والإنسانية المطلقة ... إلي رؤية الخالق قبل الخلق ... إلي التأمل في الحياة ومخلوقاتها ... إلي التخلي عن "الأنا" ونهج "كلنا أولاد تسعة" ... إلي الحفاظ على الهدوء والسكينة ...... وتذكر أن الدنيا فانية ... إلي الاستماع إلي ما حولنا والتمتع بما تصنعه لنا الدنيا من أناشيد عذبة تستحق الاستمتاع بها......

فمفتاح الوصول للسلام الداخلي .. هو التسامح والمحبة التي نكنها إلي بعضنا البعض ... فلو أن الإنسان أعطي نفسه الفرصة للوصول لها مرة .... فسيعتاد الوصول لها مراراً ... وسيغمرنا السلام النفسي والمصالحة مع الكون ... وتكون الحياة مليئة بالخير والسكينة.....

فهيا بنا نجرب اليوم لوناً جديدً من ألوان الحياة المبهجة ... لوناً سيزيد من بهجة الحياة ويضيف لها المرح ... وهو لون السلام النفسي والداخلي لأرواحنا ... لعلنا نصل به إلي السعادة والسكينة التي نرغب في السعي لهما ........