الثلاثاء، 13 مارس 2018

نتوءات الروح

نتوءات الروح

 

مقال:دعاء جمال

أحياناً يعصف بنا الحال إلي الحاجة إلي تلك اللمحات التي تغازلنا بها الحياة...
نتألم .. فنفقد الشعور بالزمن .. ونشعر بتلك الكدمات الصامتة التي ينتج عنها نتوءات تشوه الروح قبل الجسد....

نسعي أحياناً إلي حمل الألم معنا إلي الداخل ... نواريه عن الأخرين .. ونحجبه عن ما حولنا ... فلا يراه أو يشعر به سوانا....

ولكن تلك اللمحات ما هي إلا رسائل ربانية يضعها الله تعالي في طريقنا ... علها تخفف الآلام وتمسح الدموع وتغطي النتوءات والندوب .....

من منا لا يمر بموقف يجعله يشعر بالنهاية ... نهاية الحب ... نهاية الإحساس .. نهاية العالم ... نهاية الحياة ... ولكن ما أن يريد الله تعالي لنا النور ... هنا تكن البداية......


من منا لم يجد ضالته في جملة عابرة قراءها في مكان ما قد يكون كتاباً، لوحة، أو حتى على سطح شجرة كان يمر بجوارها.....

من منا لم يخفف ألمه في بسمة طفل كان يلعب وهو يمر بجواره .. فابتسم له ... من منا لم تنزل دمع عينيه ليس ألماً ولكن فرحاً ... حين سمع آية من القرآن تطمئنه وتخفف عنه ما به ... تشعره بأن الله تعالي بجانبه دوماً.....

من منا لم يستشعر صفاء روحه بعد بكاءاً شديداً كاد أن ينتهي بعده ... ولكنه فوجيء براحة وصفاء تجعل منه شخصاً جديداً ... بروح جديدة صافية ... تأمل في الغد وتتطلع للمستقبل....

فمهما بات الألم شديداً ... أو بات الحزن عميقاً لا قاع له ... فدائماً هناك الله تعالي يشعر بك ويعرف جيداً أين راحتك ... فما عليك سوى التوكل عليه والاطمئنان والسكينة بأنه لن يتركك أبداً ... فهو خالقك الرحمن الرحيم .........