الاثنين، 29 فبراير 2016

صديق بنكهة أخ

صديق بنكهة أخ



مقال:دعاء جمال

الصداقة هي من أسمى العلاقات الإنسانية؛ فوجود شخص في حياتك يكون بمثابة الأخ أو الأخت تخبره بكل ما يجول بخاطرك وتتحدث إليه كأنك تُحدث نفسك، تشكو إليه همومك وتشاركه بأفراحك هو أمل وهدف كل إنسان، فالصديق الوفي المخلص هو نعمة من الله.

ما أجمل أن يكون لديك صديق مخلص تعتمد عليه في أمور حياتك، يكون لك السند والظهر، يشاركك فرحك، ويتشاطر معك حزنك، يدفعك للأمام، ويحقق حلمك معك، وإذا ضللت الطريق يكن دليلك للرجوع إليه.


يكن بجانبك مهما بعدت المسافات، يشعر بحاجتك له دون أن تتكلف عناء البوح، يهتم بشئونك ويؤمن بك وبأحلامك، فلا يساعدك على تحقيقها فحسب، بل يدفعك للإقدام عليها، ينسي فرحه لأنك تشعر بالألم، وينسى همومه حين يرى إبتسامتك.

الصديق هو ذلك الكائن الجدع، الذي تجده في أحلك المواقف، هو يدك التي تمسح دموع عينك، والحضن الذي يشعرك بالأمان، هو ذلك الذي يعينك على الحياة بصعابها وبستان الفرح في أيامك.
ليس بالضروري أن يكن لديك المئات أو حتى العشرات من الصداقات، ولكن يكفيك دائماً أن يكون لديك واحداً حقيقياً، لا تريد من الدنيا سواه، ولا تخلط الأمر بين الصاحب والصديق، فهما مختلفان اختلاف الشمس والقمر.


لوّن حياتك بصديق لم تلده أمك، ولكن ولدته الأيام من رحم المواقف الصعبة، من الجميل أن تعتمد على ذاتك في تلوين حياتك وإسعاد حالك، ولكنها أجمل وأعظم حين تتشارك الألوان بينك وبين صديق، وفي، مخلص، يحبك، ويخاف عليك.


إذا لم يكن لديك هذا الصديق فابذل قصاري جهدك، حتى تجده، فالحياة بحاجة له، وإذا كان لديك هذا الصديق فاحرص دائماً على أن تكن له، كما تريده أن يكن لك، وأسعده كما يسعدك، ابحث عن وسائل فرحه، واجعلها بين يديه، قُل له إنك تحبه، ولا تبخل عليه بكلمة حب تعبر له بها عن إمتنانك لوجوده في حياتك، وبالطبع ولا شك لا تتركه أبداً، بل احرص دائماً على أن يكون بجانبك.

الخميس، 25 فبراير 2016

8 طرق لتغذي روحك

8 طرق لتغذي روحك



مقال:دعاء جمال

كما للجسد حاجة بالمأكل والمشرب، فالروح والقلب حاجة بالغذاء أيضاً، ولكن غذاء الروح، يكون بالحب والطيبة والتسامح، يكون بالقرب من الله سبحانه وتعالي، والقرب من الأصدقاء والأحباء واللحظات الجميلة.
وفي الوصفة التالية 8 طرق تمنحك غذائاً شهياً لروحك وهي؛


1.    القرب من الله:
عليك بالقرب من الله تعالي، بالصلاة والدعاء، فكلما تقربت منه سبحانه وتعالي، كلما أدهشك بعطائه، هذا غير راحة القلب التي ستغمرك وتشعرك بأنك دائماً مطمئن.
2.    ساعد غيرك دون أن تنتظر المقابل:
فمساعدة الأخرين بها سعادة لا تُقدر، حين تجد الذي أمامك وقد أدمعت عينه من شدة الفرح، أو إبتسامة طفل قدمت له الحلوي، فتقديم المساعدة والخير من أشهي وجبات الغذاء للروح، ولا تنتظر المُقابل، فما الحاجة لكلمة مديح أو شُكر من أحد، وأنت قد حصلت على ألذ وجبة من السعادة.
3.    حياتك لها نهاية:
فلا تضيعها في أمور لا تستحق، بل أجعل لها دائماً تاريخاً مشرفاً حين ترحل، فأترك لغيرك ما يذكرونه عنك، وبالطبع أجعلها أموراً جيداً.


4.    أبدأ في الاختلاط مع الأخرين:
التعرف على ناس جديدة، يعزز من فرص تطوير نفسك وغذاء روحك، فكلما تعاملت مع ناس أكثر، كلما سمح لك ذلك بمعرفة الأخرين، والتعرف على عادات جديدة، وأنماط جديدة من النشر لم تكت لتعرفها وأنت منغلق على نفسك، وهذا يساعدك على تغذية روحك.
5.    أشكر شخص تقدره:
لا تبخل على من تحترمه وتقدره بكلمة شُكر وثناء، هذه الكلمات البسيطة قد تسعده كثيراً، تحدث إلى مُعلم كنت تقدره وأشكره على وقته ومجهوده معك، أو قدوتك في الحياة، فكلما قدرنا الأخرين، تحولت حياتنا إلى سعادة.
6.    تجنب الأخبار السيئة كثيراً:
ففلأسف اليوم تكثر تلك الأخبار التي أصبحت لا تؤلمنا كثيراً حين نسمعها، وذلك بسبب كثرة سماعنا لها، ولكنها تقتل بداخلنا الرحمة والإحساس، لذا عليك تجنبه كلما استطعت، حتى لا تفقد روحك.
7.    أقرأ القصص المُلهمة:
تلك القصص تجعلك تشعر بأنك قادر على أن تحقق مثلها، فهي دائماً المُحفز الذي يجعلك تتحلي بالمثابرة لتحقيق ما تطمح له، لذا عليك بالداومة على قرائتها فهي، أيضاً تعد من الوجبات الشهية لغذاء الروح.


8.    أقضي وقتاً في الهدوء:
الهدوء من العوامل التي تعيد لك التوازن الذي تحتاج إليه كل فترة، لتقييم ذاتك، واستعادة قدرتك على الحياة، كما أن قضاء الوقت مع النفس في هدوء، يعمل على توطيد علاقتك بذاتك، مما يجعلها تتغذي على التوازن والنُضج الفِكري.
ولذا فعليك أن تغذي روحك، حيث إنها هي آمالك وأحلامك، اهتم بها كما تهتم بالآخرين، وهذا يعنى عدم إهمال نفسك، أحيانا عندما تكثر الانشغالات، نميل للانجراف مع التيار بدلاً، من تحدي أنفسنا، ولكن لا تستسلم لذلك أبداً، عليك أن تفعل أي شيء ممكن لإبقاء روحك على قيد الحياة.

الاثنين، 22 فبراير 2016

كيف تحب نفسك؟

كيف تحب نفسك؟



مقال:دعاء جمال

الحب هو العاطفة الإنسانية العالمية التي تتخلل جميع جوانب الحياة، نحن نحب عائلاتنا وأصدقائنا وشركائنا وحتى حيواناتنا الأليفة، ويمكن أيضا أن نحب وظائفنا وأنواع معينة من المأكولات والموسيقى والأعمال الفنية والمناظر الطبيعية .
ولكن عليك أن تحب نفسك على حد سواء، لن يحبك أحد ما لم تحب نفسك، ففي الحقيقة بعض الناس لا يعرفون كيف يحبون ذاتهم، وذلك ينعكس بالتالي على تفاعلهم وعلاقاتهم مع المحيط، وطريقة معاملتك لنفسك تبين وتبرز كيف تقدر وتحترم ذاتك وكيف تتبلور في علاقاتك وتثمر.
والنفس البشرية بطبيعيتها نقية تحمل كل الخير، ولكن بمرور الوقت يتغير كل ذلك، ولكي نقاوم كل مصاعب ومشاكل الحياة، يجب علينا حب أنفسنا حتى نستطيع أن نعيد لها طبيعيتها النقية وكل الخير الذى تحمله، حتى تستطيع أن تعيش بطريقة صحيحة ويكون لها دور إيجابى وفعال في المجتمع الذى تعيش فيه. فحب الإنسان لنفسه يعافي من الاضطرابات النفسية، والأمراض، ويعطيه سلامة الفكر والقلب، كما يحفظه سالماً في طريق حياته، لينمو، ويحقق ذاته.


وفي السطور التالية سبعة طرق أو خطوات يجب أن تفعلها لتحب نفسك وهي؛
1.    أعطي لنفسك الجزاء الذي تستحقه:
فكلما قُمت بفعل شيء جيد أو أنجزت أمراً ما كان صعب عليك أو يحتاج لمجهود كبير، كافيء نفسك بشيء تحبه، وأعمل دائماً على أن تُشعر نفسك بقدرها.
2.    أضحك أكثر:
لا تستمع لتلك المقولة التي تقول، "الضحك دون سبب، قلة ادب"، فالضحك هو المضاد الحيوي الطبيعي لإكتئاب الحياة، فما أن تشرق وجهك بإبتسامتك وضحكتك، تبادلك الحياة بإبتسامتها وإشراقها.
3.    أحتفل كثيراً:
أجعل دائماً أي فرحة في حياتك تستحق الإحتفال، ترقية، عيد ميلاد، عيد زواج، يوماً جميلاً، إنجازاً لعمل، لا تترك هموم الدنيا تأخذك بعيداً عن حلاوة الحياة، فكلما سنحت لك الفرصة أحتفل.
4.    اعترف بكل ما تفعل:
ولا أقصد هنا أن تعترف حين تخطيء، نعم هو جزء طبعاً، وعليك أن تعتذر عليه، ولكن على الجانب الأخر اعترف بالإجابيات التي أنجزتها، اعترف بحبك للحياة، بحبك لزوجتك وأولادك وعائلتك، اعترف بحبك لهواية معينه، حبك لصديق، لرياضتك المفضلة، لفيلم تحبه، اعترف ولا تخشَ أحداً فهي حياتك أنت.
5.    أشكر كثيراً:
أشكر كل من وقت بجانبك، أو قدم لك معروفاً، أشكر زوجتك على وجبة حلوة قدمتها لك، أشكر ابنك لأنه سمح لك بأن تستمتع باللعب معه مما أسعدك كثيراً، أشكر العامل الذي يقدم لك قهوتك في العمل، والبواب الذي يمسح لك سيارتك، أشكر كل من يستحق الشُكر ولا تبخل عليهم بكلمة بسيطة.
6.    أقضي وقتاً مع من يحترمك:
عليك أن تتعلم حب ذاتك من احترام الأخرين لك، ولهذا أقضي معهم بعض الوقت لتشعر بأهمية الإحترام الذي يجعل العلاقات في منتهي الرُقي.
7.    لا تهمل الأشياء الصغيرة:
أعباء الحياة كثيرة، مما تجعلنا في الكثير من الوقت نهمل أشياء بسيطة تسعدنا، ولكن عليك دائماً أن تتذكرها، وأن تجعل لها حظاً من وقتك حتى لو كان بسيطاً.


أفرح وأسعد نفسك، لا يوجد شىء يستحق الحزن للأبد، وإذا حزنت حاول أن تخرج بسرعة، وذّكر نفسك بكل ما حوللك، وبكل ما يجعللك سعيداً، أحياناً يكون الكلام جميلاً، ولكن التنفيذ صعباً، لذا عليك بالمحاولة، حاول أن تفعل أي شيء تحبه، ألعب مع أطفال، أستمع إلى الموسيقي، تحدث مع أصدقائك، أكتب في ورقة كل ما يضايقك ثم قُم يتمزيقها، بعبارة أخرى "إتجنن شوية"، نفسك جميلة تستحق أن تحبها.

الخميس، 18 فبراير 2016

أكاذيب تعوق طريقك

أكاذيب تعوق طريقك


مقال:دعاء جمال

الكثير منا يرى نفسه قليل الشأن بين الأخرين، وللأسف يكون على إقتناع تام بهذا الأمر، في حين أنه حقاً لا يوجد شخص قليل بيننا، فالله سبحانه وتعالي خلق الإنسان فى أحسن تقويم، وخلق لكل منا ما يحتاجه، لكي يحيا حياة سعيدة ويستطيع أن يحقق فيها ذاته أحلامه.

وبالرغم من هذا فهناك ثمانية أكاذيب يتبناها العقل عن نفسه، وتعوق حركته في المُضي قدماً للأمام وهي؛
1.    أنك لست ذكياً بالدرجة الكافية:
هذا كلام غير صحيح تماماً، لأن الله سبحانه وتعالى الخالق المبدع هو من خلقك، فكيف يخلقك ويعطيك من صفاته سبحانه وتعالي دون أن يعطيك القدر الكافي من الذكاء الذي تحتاجه.
2.    أنا أستحق ذلك:
حسناً لا تعاقب نفسك على أمور قد تكون ليست من صُنع يديك، عليك أن تُحسن الظروف وتصنع بيديك عالماً جديداً تستحق أن تكون به.


3.    لا أستطيع فعل ذلك:
لا تقل أبداً إنك لا تستطيع فعل شيء، لأن لا شيء مستحيل، بل يمكنك أن تقل لا أريد فعل ذلك، لأنك إن أردت ستفعل، فلا يوجد شيء يُسمي بالمستحيل.
4.    لن أجد شخص يحبني:
الحب ليس بالضرورة دائماً أن يكون الحبيب، فقد يرزقك الله سبحانه وتعالي بحب العائلة، أو حب الصديق فكم من صديقاً للعمر كان نعم الرفيق، ولا تيأس أبداً فدائماً هناك شخص يحبك (الحبيب)، كل الأمر أنه لم يظهر بعد، أو أنك لا تعرف بحبه، ولكن دائماً هناك من يحبك.
5.    لقد كبرت على فعل هذا:
هناك مقولة شعبية تقول "الشباب شباب القلب"، نعم هي حقيقة، فإذا كان قلبك لازال يحمل بداخله تلك الطفولة العذبة، فأنت لازلت شاباً، من قال إنه إذا كبرنا في العُمر علينا أن نترك الأشياء التي نحبها، لكي لا يسخر منا الأخرين، هذه ليست إجابة صحيحة أبداً، مادُمت لا تفعل شيئاً حراماً لا تبالي وأفعل ما تحب مهما كان عُمرك.
6.    لن يتحسن شيء أبداً:
لا تقفد ثقتك في القدير أبداً، أسعي وأبذل مجهود وأترك الباقي على الله سبحانه وتعالي، فهو القادر على أن يرزقك ويُحسن من ظروفك، ويسعدك.


7.    هذا صعب علي جداً:
لا تنظر للأمر بسلبية، ولكن كلما راودتك تلك الأفكار، أقتلها بأفكار أخرى، فلماذا نرى أن الأمر صعباً، دون أن نرى إنه تحدياً، فإذا نجحت به، أثبت للعَالَم ولنفسك من قبل، إنك تستطيع أن تحقق الأهداف وتتخطي كل الصعاب.
8.    هم أفضل مني:
وهذه هي الكذبة الأبشع على الإطلاق، لماذا تعتقد أن الأخرين أفضل منك، فأنت لا ينقصك شيء، خلقنا الله تعالي وخلق لنا العقل والإرادة، إذا كانوا أفضل منك، فحتماً هذا لآنهم لم يستسلموا لتلك الأكاذيب التي تركتها تسيطر على عقلك، وقرروا أن يغيروا من حياتهم وأنفسهم.
عليك أن تبدأ تنظر للحياة من منظور مختلف وأن تترك كل تلك الأكاذيب والأفكار السلبية بعيداً، وأن ترسم طريقك من جديد بتفاؤل ونظرة مُشرقة، تحمل الأمل وتصنع المعجزات.

الاثنين، 15 فبراير 2016

قوة الخيال تحقق الأحلام

قوة الخيال تحقق الأحلام



مقال:دعاء جمال

"ولنا في الخيال حياة أخرى" جملها نقولها كثيراً لنعبر بها عن ما تشتهيه أنفسنا، محاولين أن ننسي الواقع بضجيجه، والهروب منه إلى عالم الخيال، الذي دائماً هو مثوانا لحياة أفضل نود أن نعيشها.

ولكن لماذا لم نسأل أنفسنا يوماً لماذا نعيش الخيال؟، فربما كل ما علينا فعله هو تحقيقه على أرض الواقع، وبدلاً من نعيش حياتنا بدورين أحدهما خيالاً، يمكننا أن نخلق ذلك الخيال ونحوله إلى حقيقة ملموسة نحياها.

الخميس، 11 فبراير 2016

البساطة سر الحياة

البساطة سر الحياة



مقال:دعاء جمال

"الطبيعة تسر بالبساطة" جملها قالها العالِم إسحق نيوتن، فالحياة مليئة بالكثير من الأشياء والأشخاص، ولكن دائماً ما يلفت إنتباهنا هو البساطة، تلك الصفة التي تجعلنا نُغمَر بالسعادة، من منا لا يحب البساطة، فأساس كل شيء البساطة، فهي الجمال والطبيعة، هي الإبداع، هي الأسلوب الراقي، هي أناقة الفِكر والملبس، هي طبيعة النفوس العظيمة.

البساطة تحرضنا دائماً على النظر للدنيا بتفائل وإشراق والعمل الجاد لتحقيق ما نحتاج إليه أو نهدف له، كما أنها تُلهمنا أن نلعب ونمرح ونمزح مهما كانت مكانتنا أو مناصبنا أو أعمارنا، وتزرع فينا كيف نخطف متعة اللحظة مهما كانت جداول أعمالنا مزدحمة.


تُعلمنا البساطة عدم تعقد المسائل أو تضخيم الأمور وعلاج المشكلات بكل هدوء، كما أنها تجعلنا نرى أشياء ربما لم نتسطع أن نراها ونحن نبحث عن التعقيد، يقول المثل الهندي "يمكنك أن تجد في كثير من الأحيان في الأنهار ما لم تتمكن من العثور عليه في المحيطات"، ولذلك عليك أن تبسط الأمور دائماً حتى تحصل على الهدوء والتحفيز للأمام، فمن العسير أن تبقي متحفزاً وأنت متحير، ولكن عندما تبسط حياتك، فإنها تزيد من تركيزك، وكلما زاد تركيزك على حياتك، كلما أصبحت أكثر تحفيزاً، وأكثر قدرة على تحمل الصعاب.


وعلّمنا سيدنا محمد (صل الله عليه وسلم) عدم التكلف، فهو كان كلامه سهلاً مفهومًا، يناسب المستمع، لغته كانت بسيطة بعيدة تمامًا عن التقعُّر في الكلام، كان (صل الله عليه وسلم) يهتم أن يظهر للناس في هيئة حسنة، فحسن الهيئة يدل على اعتناء الإنسان بالناس، وأنه يريد أن يُريهم منه أفضل صورة مع اختياره لأحسن الكلام، ويزيد ذلك بحُسن الخُلُق، والبساطة هنا في اتخاذ المتاح من المظاهر، والحصول على أفضل صورة منها، كما أنه (صل الله عليه وسلم) كان يقبل الدعوة من الجميع، ولم يُؤَثِّر عنده شخص الداعي، ولا نوع الطعام، فكان سهلاً في الضيافة والاستضافة، كان يحب الناس ويستمع لهم، ويكلمهم، ويسأل عن أخبارهم، ويطمئن على أحوالهم، ويتفقد غائبهم، وحينما كان يجلس بين أصحابه كان لا يتخذ لنفسه مكاناً مميزًا، ولا هيئة متميزة، بل كان يجلس مثلهم على الأرض، ولا فرق بين غني وفقير، ولا بين رئيس ومرؤوس.


ولكن لازال حتى الآن معظم الناس غير مستعدين للعيش ببساطة، أو حتى لرؤية أنفسهم كمبدعين لأنهم يربطون بين الإبداع والتعقيد، في حين أن الإبداع هو البساطة.
قال الرّسام والنّحات الإيطالي مايكل أنجلو إنه كان بمقدوره رؤية رائعته "تمثال داود" فى الصخر الضخم القاسي الذي اكتشفه في محجر الرخام، وأن كل ما كان عليه عمله هو مجرد إزالة ما كان غير ضروري من حوله لينجز تمثاله، إن الوصول إلى البساطة في حياتنا الفوضوية هو أيضاً عملية إزالة مستمرة لكل ما هو غير ضروري.


فكُن بسيطاً في مأكلك، في ملبسك، وهذا لا يعنى أن تكون فقيراً ولكن الغنَي شيء والبساطة شيءٌ أخر، كُن بسيطاً في فِكرك، في أسلوبك مع الأخرين، في تعاملاتك، في مواجهة المشكلات والصعاب، في إبداعك وإقدامك على الحياة، اقتضِ بالنبي (صل الله عليه وسلم)، كُن ناجحاً في حياتك، ومن أهل العطاء والإبداع، كُن غنياً، كُن عالِماً، كُن حكيماً، كُن حالماً ومن الطامحين، اقبل على الحياة بكل قوة وعزيمة ولكن لا تنس أن تكُن من البسطاء.