الأحد، 2 ديسمبر 2018

ندوب الحياة

ندوب الحياة



مقال: دعاء جمال

جميعنا لدينا ندوب، قد تكون ندوباً مرئية وقد تكون ندوباً لا يراها سوى من يعرفنا حقاً ... تلك الندوب هى العلامة الحقيقة لما ممرنا به ... كلنا مر علينا الكثير والكثير من ذلك الذي يؤذي المشاعر ويترك آثراً عميقاً يحمل ندباً عنه ....

ولكن منا من يخشي على نفسه منها ... يخجل من أن يراه الناس هكذا، وكأن الندوب هي وصمة من العار ... فيداريها بين نفسه لتصبح ندباً أكبر وأكبر ... حتى لا يعرف كيف يداريه بعد ذلك .... وهؤلاء هم الضعفاء حقاً ... هم من يريدوا أن يصبحوا مثاليين ... ولكن هل من أحد مثالي ؟!.


أخشي أن اعترف بأن هؤلاء لا يثيرون إعجابي البتة ... فهم مزيفون يبحثون عن تكملة أنفسهم بأشياء ليست ظاهرية فحسب بل وفانية أيضاً ... يعيشون دائماً في خوف وخجل من حقيقتهم التي يبذلون كل جهودهم لكي يخفوها عن أعينهم قبل عيون غيرهم.....

أما عن هؤلاء الأخرون الذين يعترفون بندوبهم ... هؤلاء الذين يظهرونها بكل ثقة .. فهم حقاً من ينالون إعجابي .. بل أشعر أنني واحدة منهم ... فالعالم ليس مثالي والكل لديه تلك الندوب صغيرة كانت أم كبيرة ... ظاهرة أم نحتضنها بين أنفسنا .....

من قال أن تلك الندوب هي تشوهات كما يراها البعض ... بل هي دليل قوة ... دليل حياة مليئة بالمعافرة والصمود ... دليل مواجهة الحياة وصعوبتها ... دليل أنك شخصاً طبيعياً يحيا كالجميع.....


هؤلاء الذين يفخرون بندوبهم يقدمون للعالم نموذجاً عظيماً حقاً ... نموذجاً على  أن الحياة المثالية ليس لها وجود ... فهم يدركون جيداً أننا جميعاً خلقنا لنكمل بعضنا البعض ... كلنا سواسية .....

نعم الحياة ليست عادلة ... ولكن رب الكون هو الأعدل على الإطلاق .... فإذا كان لديك شيئاً ... فغيرك لديه الشئ الأخر ... هذا هو قانون الحياة ... 

لذا لا تخش يوماً ندوبك  ولا تخجل منها ... بل اظهرها وافتخر بها ... كن قوياً ... كن ممتناً لها ... فهي التي جعلت منك إنساناً ... هي التي لقنتك الدرس .. الذي علمك معنى الحياة والقوة .. فكلما تقبلت ندوبك وافتخرت بها ... كلما كنت سعيداً ومبتهجاً ومقدراً لما لديك ....

وتذكر جيداً أن كلنا لدينا ندوب ... فلتفخر بها إذن ... فهي دليل قوتك ومصدر ضوئك في الحياة....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق