الاثنين، 25 يناير 2016

خارج الصندوق

خارج الصندوق



مقال:دعاء جمال

جرب من حين لأخر أن تكون خارج الصندوق، أي أن تصنع لنفسك مجالاً من الإبداع لا يشاركك فيه أحد، فحيناً تفكر خارج الصندوق، وأخرى تعمل خارج الصندوق، بل عليك حقاً أن تترك ذلك الصندوق كل فترة حتى تجدد الهواء، وتدخل الشمس لخلايا مخك، التي قد تتيبس من العتمة والرطوبة بداخل هذا الصندوق اللعين.
يحمل هذا الصندوق الكثير من القيود التي تشل حركتنا، بل تقتلع منا حريتنا، تغتصب فكرنا، تجعلنا لا نرى سوى جدرانه، معتقدين أنه العالم، وأنه علينا السير بحوزته حتى لا نفقد الطريق.


ولكن إذا ما أعطيت نفسك فرصة للخروج منه، أعدك بأنك ستجد خارجه اللاحدود، عالم أخر لم ولن ترى مثله، عالم تتغلغل في طياته أشعة الشمس، ويداعب أطرافه النسيم العليل، عالماً تملؤه الألوان بدرجاتها، بدلاً من الأبيض والأسود الذي بات الجميع لا يعرف غيرهما، عالماً غنياً بفضائه، تشاركه مع طيور السماء في أبعد أمد.
أخرج لكي تحيا من جديد، أخرج لتنعم بالهدوء والسكينة، فالصندوق ازدحم للغاية، ولم يعد به مكاناً شاغراً وملاؤه الضجيج، أخرج حتى تخرج من القطيع، نعم فالكل قد تشابه داخل هذه الصندوق، ولم يعد هناك أي إختلاف بينهم، بل أصبحوا مجرد منتج متطابق يشبه ذلك الذي تخرجه إحدي المكينات بالمصانع، لذا فعليك أن تخرج من السرب لتصنع عالمك بنفسك، وحتى تجد لذاتك مكاناً خالياً ترسم به وتلوّنه بألوانك الخاصة، لا بألوان الصندوق.


أأكد لك أن ما من أحد خرج من هذا الصندوق إلا وقد حالفه الحظ، وضمن النجاح، نعم فالنجاح دائماً حليفاً لمن يسعي ويفكر بشكل مختلف، فكل هؤلاء الناجحين من حولنا، كانوا يوماً ما داخل الصندوق، إلى أن قرروا التغيير والخروج منه، لكي يسعوا في عالم أوسع وأكبر ولا تسكنه أي حدود، فحققوا النجاح ولم يبقوا في القطيع، بل وجدوا طريق اللاحدود.
أعدك بأن خوفك من ترك الصندوق وتغيير نمط حياتك، لن يكّن أمراً سيئاً، بل هو أمراً حتمي عليك بالقيام به كل فترة حتى تجدد حياتك، وصدقاً ستدُمن هذا الخروج، فمن تعود على الأماكن الواسعة ذات الألون، لن يرضَ مرة أخرى بالإنغلاق داخل صندوق، فمهما كان كبيراً لازال لديه حدود.

هناك تعليق واحد: