الخميس، 3 مارس 2016

أستعد عقلك ولا تستسلم

أستعد عقلك ولا تستسلم



مقال:دعاء جمال

كثيراً ما نشعر بأن الأفكار السلبية تتدفق إلينا، تجعلنا عُرضة للإحباط وفقد الثقة بالذات، وفي أحياناً أخرى تشعرنا بفقد إيماننا بالله سبحانه وتعالي، فنقع في حالة من عدم الرضا والسخط، ويغزونا الإحساس بالألم.

هذه الحالة ليست بالشاذة، فهي تحدث لنا جميعاً في بعض الأحيان، لأنها من مداخل الشيطان لنا، ليفقدنا التوازن الروحاني وثقتنا في الله تعالي، ولكن يختلف الأمر من شخص لأخر، فهناك من يتدارك أمره سريعاً فيعرف كيف يخرج من هذه الحالة، ويساعد نفسه للقضاء عليها، وهناك من يستسلم لها، فتأخذه إلى عالم لا يري فيه سوى السواد والتشاؤم.


لا تفقد أبداً ثقتك في الله تعالي، فهو قادر على أن يخرجك من أحزانك وهمومك، وأن يجعل دُنياك مليئة بالراحة والسكينة، لا تجعل الشيطان يسيطر على أفكارك، بل حاربه وتغلب عليه بحبك لله تعالي، حين تنتابك مثل هذه الأفكار أو الإحباطات عليك أن تفعل كل ما هو مستحيل لكي تستعيد توازنك في الحياة مرة أخرى، فإذا جاء أحد من جيرانك أو أقاربك أو حتى غريباً، يشاركك في غرفتك ويجلس معك علي سريرك ويتقاسم معك كل شيء، فكم من الوقت ستتحمله؟!، تعرف قبل مني إنك لن تتحمله مطلقاً، لأنك ستشعر بأنه مقتحماً وليس مرحب به، فماذا عن ذلك العدو الذي اقتحم عقلك واجبرك على أفكاره الخاصة؟ ألن تقاومه؟!.

يجب أن تعرف جيداً أن الله سبحانه خلقنا لا يعذبنا، بل لنعمر الأرض، ونعبده، اسأل نفسك كيف نعبد الله تعالي ونحبه، وهو يتركنا للشيطان؟، لا والله هذا ليس الله أبداً، فهو الرحيم، يرحم أضعف عباده ومخلوقاته فلن يتركنا أبداً، قد يُمهلنا، لعلنا نتعلم حبه ونشتاق له أكثر فنعود بلهفة الشوق إليه نرجوه وندعوه، وكم يحب سبحانه وتعالي أن يسمع صوت عباده، لكن لن يخذلنا أبداً، ما دُمت تحبه وتعبده وتدعوه، فتأكد إنه يسمعك ويحبك ويعرف حاجتك أكثر منك.


الله سبحانه وتعالي معنا في كل وقت وكل مكان، وفي كثير من الأحيان يقول لك أنا هنا معك، أشعر بك واسمعك، وهذا هو المفتاح الأول والأهم على الإطلاق الذي يجعلك تحارب وتتخلص من أفكارك السلبية، فكل ما عليك فعله هو أن تفتح عقلك وتنظر للأشياء من حولك بإختلاف، ولا تفوت شيئاً؛ فكم من علامة تمر بنا يومياً وقد لا نشعر بها أو لا نراها، لأننا نغلق عقلنا على تلك الأفكار السلبية فقط، انظر حولك جيداً، قد تأتي علامتك في حلم جميل تقوم من نومك وأنت سعيد به، أو تسمع آية قرآنية معينة وتسمعها جيداً من بين كل الآيات الأخرى، أو تنظر حولك فتجد منظراً جميلاً يسُرك، أو إبتسامة طفل تداعبك وأنت تنظر له، أو تسمع خبراً جميلاً، أو يرفع عنك بلاءاً كنت تخشاه، أو حتى وأنت في طريقك للعمل أو المنزل أو أي واجهة تقع عينك على جملة جميلة تشعر بها أن الله تعالي يخاطبك ويطمئنك بوجوده بجانبك.


فالعلامات كثيرة جداً، تحدث بالعشرات بل بالمئات يومياً وكلها من أجلك أنت، الله تعالي خصها لتظهر لك خصيصاً لكي يطمئنك، فما عليك سوى أن تفتح عقلك لتدركها ولا تفوتها، ومهما حدث لا تستسلم أبداً لمداخل الشيطان بأفكاره السلبية التي لا تكن إلا لتلوّن حياتك بالأوان الداكنة والباهتة، إن لم تكن بالأسود فقط، ولتفقدك سعادتك وراحة بالك وإيمانك بالله تعالي، قاوم وحارب من أجل إستعادة عقلك وراحتك وتأكد من أن الله تعالي بجانبك ويحبك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق